Blog
يعتبر فرط الحركة من الحالات النفسية والسلوكية التي تظهر في مرحلة الطفولة، حيث يتسم الطفل المصاب بهذه الحالة بحركات مفرطة، صعوبة في التركيز، وسلوك اندفاعي قد يسبب له ولأسرته تحديات كبيرة. يتراوح تأثير فرط الحركة من شخص لآخر، فبينما قد يكون التأثير خفيفًا في بعض الحالات، يمكن أن يكون له تأثير بالغ على حياة الطفل في حالات أخرى.
- تعريف فرط الحركة
فرط الحركة هو اضطراب سلوكي يتمثل في نشاط مفرط وغير طبيعي يصعب على الطفل التحكم فيه. غالبًا ما يُرافق فرط الحركة اضطرابًا آخر يعرف باسم “اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط” (ADHD)، والذي يعبر عن مجموعة من الأعراض التي تشمل صعوبة التركيز، الاندفاعية، وفرط الحركة.
- أسباب فرط الحركة
تعددت الأسباب التي قد تؤدي إلى ظهور فرط الحركة عند الأطفال، ومن أهم هذه الأسباب:
العوامل الوراثية: تشير الدراسات إلى أن فرط الحركة يمكن أن يكون موروثًا، حيث قد يكون لدى الأطفال الذين يعانون من هذه الحالة تاريخ عائلي مشابه.
العوامل البيئية: تلعب العوامل البيئية دورًا في زيادة احتمالية الإصابة بهذا الاضطراب، مثل التعرض للتدخين أو الكحول أثناء الحمل.
مشاكل في الدماغ: تشير بعض الدراسات إلى أن وجود خلل في بعض مناطق الدماغ، وخاصة تلك المرتبطة بالتركيز والانتباه، قد يسهم في ظهور فرط الحركة.
مؤثرات هرمونية: التغيرات الهرمونية في بعض الحالات قد تؤثر في سلوك الطفل وقدرته على التركيز.
- أعراض فرط الحركة
تتمثل الأعراض الرئيسية لفرط الحركة في مجموعة من التصرفات والسلوكيات التي تؤثر على قدرة الطفل على التركيز والتفاعل مع الآخرين، ومن أبرز هذه الأعراض:
الاندفاعية: تصرفات مفاجئة وغير مدروسة مثل المقاطعة المستمرة أو عدم القدرة على الانتظار.
النشاط الزائد: لا يستطيع الطفل الجلوس في مكان واحد لفترات طويلة ويشعر بحاجة مستمرة للحركة.
صعوبة التركيز: يعاني الطفل من صعوبة في إتمام المهام أو اتباع التعليمات بسبب ضعف التركيز.
عدم التنظيم: يجد الطفل صعوبة في تنظيم الوقت والمهام، وقد ينسى العديد من الأشياء أو يغفل عنها.
- علاج فرط الحركة
يحتاج علاج فرط الحركة إلى استراتيجيات متعددة قد تشمل العلاج الطبي، التربوي، والنفسي، وذلك بناءً على شدة الحالة:
العلاج الدوائي: يتم في بعض الحالات وصف أدوية تساعد على تقليل الأعراض مثل المنشطات (مثال: ميثيلفينيديت) أو أدوية غير منشطة.
العلاج السلوكي: يعتمد العلاج السلوكي على تحسين سلوك الطفل من خلال تقنيات مثل تعزيز السلوك الجيد وتقليل السلوك السيئ. كما يتم تعليم الطفل كيفية إدارة سلوكه.
العلاج النفسي: يمكن أن يساعد العلاج النفسي، مثل العلاج المعرفي السلوكي، في تحسين قدرة الطفل على التعامل مع مشاعره وسلوكياته.
الدعم التربوي: يتطلب الطفل المصاب بفرط الحركة بيئة مدرسية تتسم بالدعم والمرونة، حيث قد يحتاج إلى تعديل في طريقة التعليم أو تخصيص وقت إضافي للإنجاز.
- التعامل مع الطفل المصاب بفرط الحركة
من المهم أن يدرك الأهل والمعلمون أن الطفل المصاب بفرط الحركة ليس كسولًا أو متمردًا، بل هو بحاجة إلى دعم خاص. يمكن تحقيق ذلك من خلال:
التشجيع والتحفيز: من المهم مكافأة الطفل عند تحسن سلوكه وتشجيعه على المضي قدمًا.
توفير بيئة هادئة: ينبغي تقليل المثيرات الخارجية التي قد تؤثر على تركيز الطفل، مثل تقليل الضوضاء والإلهاءات.
إعداد روتين يومي: يساعد وضع جدول زمني منظم على تقليل الفوضى وتنظيم مهام الطفل.
فرط الحركة هو اضطراب قد يؤثر بشكل كبير على حياة الطفل وأسرته إذا لم يتم التعامل معه بشكل صحيح. من خلال التشخيص المبكر والدعم المناسب، يمكن للأطفال المصابين بفرط الحركة أن يعيشوا حياة منتجة ومنسجمة مع المجتمع. إذا تم توفير البيئة المناسبة، والموارد التربوية، والعلاج النفسي والدوائي عند الحاجة، فإن فرص التحسن والنجاح تصبح كبيرة.