Blog
انفصام الشخصية هو اضطراب نفسي يُعرف أيضاً باسم الشلل العقلي أو الفصام، وهو حالة طبية تؤثر على طريقة تفكير الشخص، شعوره، وتصرفاته. يعاني الأشخاص المصابون بهذا الاضطراب من فقدان الاتصال بالواقع، مما قد يؤدي إلى ظهور أفكار غير منطقية أو متناقضة، هلوسات، أو أوهام. يمكن أن يؤثر الفصام على الشخص في جوانب عديدة من حياته اليومية، مثل العمل، العلاقات الاجتماعية، والقدرة على الاعتناء بالذات.
أعراض انفصام الشخصية:
تختلف أعراض انفصام الشخصية من شخص لآخر، ولكن يمكن تلخيصها في عدة فئات رئيسية:
الأوهام: يشمل ذلك الإيمان بأفكار غير منطقية أو غير واقعية، مثل الاعتقاد بأن الشخص مراقب أو أنه يمتلك قدرات خارقة.
الهلوسات: وهي تجارب حسية غير حقيقية، مثل سماع أصوات غير موجودة أو رؤية أشياء غير موجودة.
التفكير المشوش: قد يجد الشخص المصاب صعوبة في تنظيم أفكاره، مما يؤثر على قدرته على التواصل بشكل واضح أو منطقي.
الانسحاب الاجتماعي: قد يفضل المصابون بالفصام العزلة ولا يشاركون في الأنشطة الاجتماعية أو المهنية.
التصرفات الغريبة: قد يتصرف الشخص بشكل غير طبيعي أو غريب، مما يجعل من الصعب فهم سلوكه.
أسباب انفصام الشخصية:
لا يوجد سبب واحد يمكن أن يفسر حدوث انفصام الشخصية. ولكن الأبحاث تشير إلى أن هناك عدة عوامل تلعب دوراً في تطور هذا الاضطراب:
العوامل الوراثية: قد يكون لدى الأشخاص الذين لديهم أقارب من الدرجة الأولى (مثل الأبوين أو الأشقاء) مصابين بالفصام احتمال أكبر لتطوير نفس الاضطراب.
العوامل البيئية: يمكن أن تؤدي الصدمات النفسية، مثل التجارب السلبية في مرحلة الطفولة أو التعرض لضغوطات حياتية شديدة، إلى زيادة خطر الإصابة بالفصام.
العوامل الكيميائية: تشير بعض الدراسات إلى أن اختلالات في مستويات المواد الكيميائية في الدماغ (مثل الدوبامين) قد تسهم في ظهور الأعراض.
العلاج:
يعتبر العلاج النفسي والعلاج بالأدوية من العوامل الأساسية في إدارة الفصام. الأدوية المضادة للذهان تساعد في تقليل الأعراض مثل الأوهام والهلوسات. أما العلاج النفسي فيساعد الشخص في التعامل مع التحديات اليومية التي يواجهها، وقد يشمل ذلك العلاج السلوكي المعرفي.
المقال الثاني: التعامل مع انفصام الشخصية: كيف يمكن تقديم الدعم؟
تقديم الدعم للشخص المصاب بانفصام الشخصية:
يعد التعامل مع شخص مصاب بانفصام الشخصية تحدياً ليس فقط للشخص نفسه بل أيضاً للأهل والأصدقاء. لكن، من خلال الفهم والتعاطف، يمكن تقديم دعم كبير للمصابين. إليك بعض الطرق التي يمكن من خلالها تقديم الدعم الفعّال:
- التوعية بالاضطراب:
من المهم أن يكون لديك فهم جيد لما يعنيه انفصام الشخصية وكيف يؤثر على حياة المصاب. يمكن أن يساعد الاطلاع على هذا الاضطراب في تخفيف الخوف والقلق الذي قد يشعر به الأشخاص المقربون. التعرف على الأعراض والعوامل المسببة قد يساعد في تحسين التواصل والتفاعل مع المصاب.
- التشجيع على العلاج:
يجب تشجيع الشخص المصاب على متابعة العلاج الطبي بانتظام. في حال كان الشخص يعاني من الأوهام أو الهلوسات، قد يكون من الصعب إقناعه بالحصول على العلاج، لذلك من المهم أن يتم الاقتراب منه بحذر وبدون الضغط. تأكد من أن الشخص يشعر بدعمك واهتمامك.
- الاستماع والتفهم:
من الصعب أحياناً أن يشارك المصاب بانفصام الشخصية مشاعره أو أفكاره، خاصة إذا كانت محاطة بالأوهام. لكن من خلال الاستماع الجيد وإظهار التفهم، يمكن للشخص أن يشعر بالأمان عند التحدث عن مشاعره. تجنب الحكم أو الاستهزاء بما يقوله المصاب، حتى وإن كانت أفكاره غير منطقية.
- الاستمرار في التواصل الاجتماعي:
يواجه المصابون بالفصام صعوبة في التواصل مع الآخرين والاندماج في الأنشطة الاجتماعية. لذلك، من المهم أن تظل على تواصل مع الشخص المصاب وتشجعه على المشاركة في الأنشطة الاجتماعية البسيطة، سواء كان ذلك بالحديث أو الأنشطة التي يحبها.
- مراقبة الحالة الصحية:
من المهم مراقبة حالة الشخص المصاب والتأكد من التزامه بالعلاج وتناول الأدوية المقررة من قبل الأطباء. قد يحتاج الشخص المصاب إلى دعم في تناول أدويته في أوقات منتظمة أو في تحديد مواعيد العلاج.
- التعامل مع الأوقات الصعبة:
في فترات الانتكاسات أو الأزمات، قد يحتاج الشخص المصاب بالفصام إلى دعم إضافي. يكون من الضروري في هذه الأوقات التعامل بلطف وصبر، والبحث عن المساعدة الطبية إذا لزم الأمر.
- دعم الأسرة والأصدقاء:
يجب على الأهل والأصدقاء أيضاً العناية بأنفسهم ومتابعة صحتهم النفسية. التعامل مع شخص مصاب بانفصام الشخصية يمكن أن يكون مرهقاً، وبالتالي قد يحتاج الأقارب إلى استشارة مختصين أو المشاركة في مجموعات دعم لمساعدتهم في فهم كيفية التعامل مع الوضع.
إن التعامل مع شخص مصاب بانفصام الشخصية يتطلب صبراً وتفانياً، كما يتطلب فهماً عميقاً لهذا الاضطراب. بتوفير الدعم العاطفي والطبي المناسب، يمكن تحسين جودة حياة الشخص المصاب ومساعدته على العيش بشكل أكثر استقراراً.